الأحد، 27 فبراير 2011

يا اشباه الرجال في البحرين رجال


يا اشباه الرجال في البحرين رجال


اعذرونا يا اطيب شعب ، كان مشهدا مثيرا للغثيان ، اجبرنا على تغطية انوفنا ، حتي لا نشتم رائحة مواقفهم فنشتمهم !  كانت مقرفة اوضاعهم - الديموقراطيون التقدميون الشعبيون الاسلاميون والجنوس - وهم يغطون رؤوسهم في وحل طائفيتهم ، وتشابه علينا الامر مثلكم ، هل كانوا "يخشون" رؤوسهم ام كانوا "يخشون" على شعاراتهم وهتافاتهم الداعية للحرية والكرامة ، لكل شعوب الارض الا انتم !
اعذرونا يا اجمل شعب ، كنا نظن مثلكم انهم رجال ، كلمتهم لا تزحزحها امواج العنصرية ، ولا رياح الطائفية ، وتبين انهم اشباه رجال تبللوا مع رياح الكوس ، واختفت اصواتهم التي طالما لعلعت كمعلمات الحواري من الصليبخات وحتى الصفاة ، طالبناهم بموقف او تصريح او دمعة حزن ، واذ بهم يتراكضون نحو الباب ملثمي الوجه ، لم نشاهد غير قبح "استهم" !
اعذرونا يا اشجع شعب ، كثيرة الاقلام الجبانة التي تجاهلت الامكم ، وتلونت بعذر ان ثورتكم بلون واحد ، وعميت اعينهم مشاهدة اللون الاحمر وهو يغطي جباهكم ، وكم كانت شجاعة تلك الصحافية التي وقفت في وجه الوزير في مؤتمره مع لفيف من القردة المساندة ، لتقول لكرشه : كم كان مجرما نظامك ، وكم كانوا حاقدين على من سكنوها ، قبل ان تصلها لحاكم بالفي عام !
اعذرونا يا اصدق شعب ، فنحن لدينا تيارات خارج نطاق التغطية ، يرقصون الشعبي ، الوطني ، التمنية والاصلاح ، يتشدقون بحرية الشعوب ، وحق التظاهر ، والمعارضة والاصلاح ، وبعضهم طالب بالثورة العربية الكبرى ، ولانه يعاني من عقدة اصل ومذهب اجداده ، فقد صمت كفرا ، وكأن القتلى في ساحاتكم من ابناء الخنازير ، عذرا فهو يظنهم اشرف وانقى من دمائكم !
اعذرونا يا انظف شعب ، فانتم تتجاورون مع اوسخ البشر ، واكثرهم حقدا ونفاقا ، تتعاملون مع بشر ينظفون مدية القاتل ، ويمسحون احذية الطغاة بالسنتهم !  فهل تريدون منهم ان يقفوا ويمسحوا الدمع على وجناتكم ؟!  انهم شذاذ آفاق ، ما عرفوا يوما معنى لكرامة ، ولا اشتموا يوما رائحة وطن ، ولا عشقوا يوما تراب بلد...! علفهم وطنهم ، مستوطنون تحت الموائد ، فهل تريدون منهم ان يعرفوا ماذا يعني وطنا تعيش فيه غريبا ، بين مواطنين بنغال وهنود و "نور" ، تجنسوا وسكنوا الفلل القريبة من قراكم ؟!  اعذرونا فالفداوي لا يعرف مثلكم معنى الفداء !
اعذرونا يا اطهر شعب ، نحن نملك آلات اعلامية منافقة حتى آخر قطرة حبر ، وكاميراتنا لا تصور القتلى بل بشوت الزعماء ، واقلامنا لا تكتب الا شتما وشماتة ، وصحفنا تواري اخباركم في الصفحات الداخلية خجلا ان تكشف عوراتهم ، ونضطر متابعة اعلام الغرب الكافر الذين تقتلون باسلحتهم ، لان اعلاميينا مازالوا يتصورون انفسهم بنات ليل ، عليهن طاعة قوادها !
اعذرونا يا اكرم شعب ، نعلم انه لا حرج على عدو يقتل ، او سفاح يمارس المجازر فهذا دينه وديدنه ، وهذه طبيعته وطبيعة اجداده ، الحرج من الاصدقاء الذين كنتم وكنا نظن بهم خيرا ، واذ بهم يحملون الدفوف والطبول ، وينظمون الى رابطة مشجعي الانظمة القمعية ، واعذروا سذاجة البعض ، واعذروا كبيرهم الذي علمهم الغباء الذي لوثنا بمقولات الاصطفاف والنسيج الوطني ، فقد اشاعوا قبل شهر فقط " نقف معهم تحت شعار الوطنية ، حتى يقفوا معنا..." واذ بهم يكشفون عوراتهم في اول اختبار!
اعذرونا فقد تصورنا انكم ستختبؤون في المطابخ مثل نوابنا الثوار اذا شاهدتم ظل شرطي ، واذ بكم تعودون ، وتقفون ، وتهتفون بوجه الجلادين الذين تراجعوا مرعوبين !!
ولا تعذروني واشتموني كما تحبون ، ايها الكتاب والمثقفون والسياسيون والمومسون... كيف حال حناجركم واقلامكم وابتساماتكم الصفراء ؟ كيف حالكم وانتم تطبقون فكيكم على لوزكم الصدئة ؟ كيف قضيتم ليلتكم ، تلك الليلة التي هتكت فيها الارواح ، وداست الجنازير اجساد البشر ؟! هل تلحفتم جيدا بخبثكم وجبنكم ؟ ام تبادلتم الانخاب لان القتلى شيعة ، عملاء ، مجوس ، جواسيس ، اولاد متعة... يستحقون الصلب والحرق بعد قتلهم ! 
لعنت ساعة انتم رجالها ، وثورة انتم قادتها ، واصلاح انتم اربابه ، وحق انتم طلابه ، وعدالة انتم عشاقها ، وحرية انتم انصارها..!


جعفر رجب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق